فصل: أبواب موقف الإمام والمأموم وأحكام الصفوف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار



.[3/243] باب ما جاء في إمامة الصبي

1727 - عن عمرو بن سلمة قال: «لما كان وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبادر أبي قومه بإسلامهم، فلما قدم، قال: قد جئتكم والله من عند النبي حقًا، فقال: صلوا كذا في حين كذا، وصلوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنًا، فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني لما كنت أتلقى الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت عليَّ بردة كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عن است قارئكم فاشتروا ثيابًا فقطعوا لي قميصًا فما فرحت بشيء مثل فرحي بذلك القميص» رواه البخاري ومسلم، وللنسائي بنحوه: وقال فيه: «كنت أؤمهم وأنا ابن ثمان سنين، وقال: وأنا ابن سبع سنين أو ثمان سنين»، وأحمد ولم يذكر سنه، ولأحمد وأبي داود: «فما شهدت مجمعًا من جَرْم إلا كنت إمامهم إلى يومي هذا».
قوله: «جرم» بالجيم والراء: اسم قبيلة. وعمرو بن سلمة قد اختلف في صحبته، وهذه القصة كانت في زمن نزول الوحي، ولا يقع حالة التقرير لأحد من الصحابة على الخطأ، واستدل من منع من إمامة الصبي بحديث: «رفع القلم عن ثلاثة» ولا حجة فيه، إذ الرفع لا يستلزم عدم الصحة.

.[3/244] باب اقتداء المسافر بالمقيم والعكس

1728 - عن عمران بن حصين قال: «ما سافر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا صلى ركعتين حتى يرجع، وإنه أقام بمكة زمن الفتح ثمان عشرة ليلة يصلي بالناس ركعتين ركعتين إلا المغرب، ثم يقول: يا أهل مكة! قوموا فصلوا ركعتين أخرتين فإنا قوم سفر» رواه أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي، وفي إسناده علي بن زيد بنجدعان وهو ضعيف، قال في "التلخيص": وإنما حسن الترمذي حديثه لشواهده. انتهى. وأخرج الحديث أبو داود من هذه الطريق، ولفظه: «غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - شهدت معه الفتح فأقام بمكة ثمان عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، ويقول: يا أهل البلد! صلوا أربعًا فإنا سفر».
1729 - وعن ابن عباس: «أنه سئل ما بال المسافر يصلي ركعتين إذا انفرد وأربعًا إذا ائتم؟ فقال: تلك السنة» أخرجه أحمد في مسنده بلفظ: «إذا كنا معكم صلينا أربعًا وإذا رجعنا صلينا ركعتين، فقال: تلك سنة أبي القاسم» ولم يتكلم عليه في "التلخيص"، وقال في "خلاصة البدر": أخرجه الطبراني في "الكبير" بإسناد رجاله كلهم محتج بهم في الصحيح، ومثل ذلك قال في "البدر المنير"، وقال في "التلخيص": أصله في مسلم والنسائي بلفظ: «قلت لابن عباس: كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصلِّ مع الإمام؟ قال: ركعتين، سنة أبي القاسم».

.[3/245] باب ما جاء في إمامة المتنفل بالمفترض

1730 - عن جابر: «أن معاذًا كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشاء الآخرة ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة» متفق عليه، وهو طرف من حديث معاذ المتقدم، ورواه الشافعي، والدارقطني، وزاد: «هي له تطوع ولهم مكتوبة العشاء».
1731 - وعن معاذ بن رفاعة عن سليم رجل من بني سلمة «أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إن معاذ بن جبل يأتينا بعدما ننام ونكون في أعمالنا بالنهار فينادي بالصلاة فنخرج إليه فيطول علينا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معاذ! لا تكن فتانًا، إما أن تصلي معي، وإما أن تخفف على قومك»، رواه أحمد بإسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع لأن معاذ بن رفاعة لم يدرك من روى عنه، والزيادة التي رواها الشافعي والدارقطني في حديث جابر رواها أيضًا عبد الرزاق والطحاوي والبيهقي وغيرهم، قال البيهقي: هذا حديث ثابت لا أعلم حديثًا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق واحد أثبت منه، قال في "الفتح" بعد أن ذكر هذه الزيادة، وهو حديث صحيح ورجاله رجال الصحيح، قلت: ومما يُستدل به على جواز ذلك: أن الأصل الجواز.
1732 - ويؤيده حديث جابر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم في ذات الرقاع، بالطائفة الأولى ركعتين ثم انصرفوا، وبالطائفة الأخرى ركعتين» أخرجه البخاري ومسلم، والركعتان الآخرتان غير واجبتين على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو كان ذلك غير جائز لأمر غيره يصلي بالطائفة الأخرى.

.[3/246] باب ما جاء في القاعد لعذر يصلي خلف القائم

1733 - عن أنس قال: «صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه خلف أبي بكر قاعدًا في ثوب متوشحًا به».
1734 - وعن عائشة قالت: «صلّى النبي - صلى الله عليه وسلم - خلف أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعدًا» رواهما الترمذي وصححهما.
1735 - وقد تقدم في باب ما جاء في الإمام ينتقل مأمومًا عن عائشة ما يخالف هذه الرواية، وأن الإمام في تلك الصلاة كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي رواية لأبي داود:«أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان المقدم بين يدي أبي بكر» وروى ابن خزيمة في "صحيحه" عن عائشة أنها قالت: من الناس من يقول: كان أبو بكر المقدم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - المقدم، والكلام في المسألة طويل في شروح الحديث.

.[3/247] باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعدًا لعذر قعد المؤتم به وإن كان قادرًا على القيام

1736 - عن عائشة أنها قالت: «صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو شاكٍ فصلى جالسًا وصلى وراءه قوم قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا، فلما انصرف، قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا ركعوا فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جلوسًا فصلوا جلوسًا» متفق عليه، وأخرجه أيضًا أبو داود وابن ماجه و"الموطأ".
1737 - وعن أنس قال: «سقط النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فرس فجُحِش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدًا، فصففنا خلفه قعودًا، فلما قضى الصلاة، قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون» متفق عليه، ولبقية الجماعة نحوه. وفي رواية للبخاري من حديثه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صُرِع عن فرس فجُحِش شقه الأيمن أو كتفه، فأتاه أصحابه يعودونه فصلى بهم جالسًا وهم قيام، فلما سلم، قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلَّى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا».
1738 - ولأحمد في مسنده: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انفكت قدمه فقعد في مشربة له درجها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه فصلى بهم قاعدًا وهم قيام، فلما حضرت الصلاة الأخرى، قال لهم: ائتموا بإمامكم، فإذا صلَّى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا».
1739 - وعن جابر قال: «ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسًا بالمدينة فصرعه على جِذْم نخلة فانفكت قدمه، فآتيناه نعوده فوجدناه ي مَشْرُبة لعائشة يسبح جالسًا، قال: فقمنا خلفه فسكت عنا، ثم أتيناه مرة أخرى نعوده فصلى المكتوبة جالسًا، فقمنا خلفه فأشار إلينا فقعدنا، فلما قضى الصلاة، قال: إذا صلَّى الإمام جالسًا فصلوا جلوسًا، وإذا صلَّى قائمًا فصلوا قيامًا، ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها» رواه أبو داود، وهو لمسلم بلفظ: «اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره، قال: فالتفت إلينا فرآنا قيامًا فأشار إلينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلم قال: إن كدتم أنفًا تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم؛ إن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلى قعودًا» وللنسائي نحوه.
1740 - وعن أُسَيد بن حُضَير «أنه كان يؤمهم، قال: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوده، قال: يا رسول الله! إن إمامنا مريض؟ فقال: إذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا» رواه أبو داود، وقال: هذا الحديث ليس بمتصل.
1741 - وله شاهد عند عبد الرزاق عن قيس بن فهد الأنصاري «أن أمامًا لهم اشتكى على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكان يؤمنا جالسًا ونحن جلوس» قال العراقي: وإسناده صحيح.
قوله: «مشربة» بفتح الميم بعدها شين معجمة وراء مضمومة، وقد تفتح: وهي الغرفة.
قوله: «جذم» بجيم مسكورة وذال معجمة ساكنة: أي أصل النخلة.

.[3/248] باب ما جاء في ائتمام المتوضئ بالمتيمم

1742 - وعن عمرو بن العاص: «أنه لما بعث في غزوة ذات السلاسل، قال: احتملت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، فلما قدمنا أخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا عمرو! صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فقال: ذكرت قول الله: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء:29] ثم صليت، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئًا» أخرجه أحمد وأبو داود والدارقطني، والبخاري تعليقًا، والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وقد تقدم في باب التيمم.
1743 - وقد روي عن سعيد بن جبير قال: «كان ابن عباس في سفر معه ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم عمار بن ياسر، فكانوا يقدمونه لقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بهم ذات يوم وضحك، وأخبرهم أنه أصاب من جارية له رومية فصلى بهم وهو جنب متيمم» رواه الأثرم، واحتج به أحمد في رواية.

.[3/249] باب من صلى خلف إمام أخطأ في صلاته

1744 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يصلون بكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم» رواه البخاري، وأحمد وزاد لفظ: «ولهم» بعد قوله: «فإن أصابوا فلكم» وأخرج هذه الزيادة ابن حبان من حديث أبي هريرة، وأبو داود وسيأتي، وفي رواية لأحمد: «فإن صلوا الصلاة لوقتها وأتموا الركوع والسجود فهي لكم ولهم».
1745 - وعن سهل بن سعد قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الإمام ضامن، فإن أحسن له ولهم، وإن أساء فعليه يعني ولا عليهم» رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف.
1746 - وعن عقبة بن عامر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من أم الناس فأصاب الوقت فله ولهم، ومن أنقص من ذلك شيئًا فعليه ولا عليهم» أخرجه أبو داود وابن ماجه والحاكم، وفي إسناده عبد الرحمن بن حَرْمَلَةَ، ضعفه غير واحد، وأخرج له مسلم، وذكر هذا الحديث في الجامع الصغير وعزاه إلى أحمد، ومن ذكر هنا، وزاد فيه لفظ: «وأتم الصلاة» بعد قوله: «فأصاب الوقت».

.[3/250] باب حكم الإمام إذا ذكر أنه محدث أو خرج لحدث سبقه أو غير ذلك

1747 - عن أبي بكرة: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استفتح الصلاة فكبر، ثم أومأ إليهم أن مكانكم، ثم دخل ثم خرج ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما قضى الصلاة، قال: إنما أنا بشر وإني كنت جنبًا» رواه أحمد وأبو داود، وصححه ابن حبان والبيهقي، واختلف في إرساله ووصله.
1748 - وذكر في "التلخيص" أحاديث في الباب عن أنس، رواه الدارقطني باختلاف في وصله وإرساله.
1749 - وعن عليّ عند أحمد والبزار والطبراني بإسناد فيه عبد الله بن لهيعة.
1750 - وأخرجه مالك عن عطاء مرسلًا.
1751 - ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة، وفي آخره: «وإني نسيت حتى قمت في الصلاة» وفي إسناده نظر.
ثم قال وأصله في الصحيحين بعد هذا السياق، وسيأتي إن شاء الله في باب هل يأخذ القوم مصافهم.
وسيأتي إن شاء الله في كتاب الوصايا في قصة عمر حين طعن وهو في الصلاة فاستخلف عبد الرحمن بن عوف، وهي في البخاري.
1752 - وقد تقدم في نواقض الوضوء حديث عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصابه قيء أو رعاف أو قَلَس أو مذي فلينصرف فليتوضأ، ثم ليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم» أخرجه ابن ماجه والدارقطني، وضعفه أحمد وابن معين، والصحيح إرساله.
1753 - وروى سعيد بن منصور في "سننه" «أن عليًا رعف في الصلاة فأخذ بيد رجل فقدمه».

.أبواب موقف الإمام والمأموم وأحكام الصفوف

.[3/251] باب وقوف الواحد عن يمين الإمام والاثنان فصاعدًا خلفه

1754 - عن جابر بن عبد الله قال: «لما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي المغرب فجئت فقمت عن يساره فنهاني فجعلني عن يمينه، ثم جاء صاحب لي فصففنا خلفه، فصلى بنا في ثوب واحد مخالفًا بين طرفيه» رواه أحمد، وفي رواية: «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي، فجئت فقمت عن يساره فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمنيه، ثم جاء جَبَّار بن صَخْر فقام عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بأيدينا جميعًا فدفعنا حتى أقامنا خلفه» رواه مسلم وأبو داود.
1755 - وعن سَمُرة بن جُندب قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كنا ثلاثة أن يتقدم أحدنا» رواه الترمذي، وقال: غريب، قلت: وقد تكلم في إسناد هذا الحديث لأن في إسناده إسماعيل بن مسلم ضعفه الأئمة.
1756 - وعن ابن عباس قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فقمت عن يساره، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأسي من ورائي فجعلني عن يمينه» متفق عليه.
وقال في "جامع الأصول": أخرجه الجماعة.
1757 - وأما حديث ابن مسعود: «أنه أقام واحدًا عن يمينه وآخر عن يساره، صفًا واحدًا، ثم قال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع إذا كانوا ثلاثة» رواه أحمد وأبو داود والنسائي فقال أبو عمر: لا يصح رفعه والصحيح وقفه، وقد أخرجه مسلم موقوفًا على ابن مسعود، وذكر جماعة أن حديث ابن مسعود منسوخ.

.[3/252] باب وقوف الإمام تلقاء وسط الصف وقرب أولي الأحلام والنهى منه

1758 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وسطوا الإمام وسدوا الخلل» رواه أبو داود، وسكت عنه هو والمنذري، وفي إسناده مقال.
1759 - وعن أبي مسعود الأنصاري قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم لِيَلِيَنِّي منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه.
1760 - وعن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لِيَلِيَنِّي منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثلاثًا، وإياكم وهَيْشات الأسواق» رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي.
1761 - وعن أنس قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه» رواه أحمد وابن ماجه برجال الصحيح.
قوله: «هيشات» بفتح الهاء وإسكان الياء المثناة من تحت، وبالشين المعجمة: أي اختلاطها والمنازعة والخصومة وارتفاع الأصوات وفي الباب أحاديث.

.[3/253] باب موقف الصبيان والنساء

1762 - عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنه كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام، ويجعل الركعة الأولى هي أطولهن لكي يَثُوب الناس، ويجعل الرجال قدام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان» رواه أحمد، ورواه أبو داود بلفظ: «ألا أحدثكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: أقام الصلاة فصف الرجال وصف خلفهم الغلمان، ثم صلى بهم» فذكر صلاته، وسكت عنه أبو داود والمنذري، وفي إسناده شَهْر بن حَوْشَب.
1763 - وعن أنس «أن جدَّته مُلَيْكَة دعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام صنعته فأكل، ثم قال: قومي فلأصلي لكم، فقمت إلى حصير قد اسودَّ من طول ما لُبِس فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقمت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا ركعتين ثم انصرف» رواه الجماعة إلا ابن ماجه.
1764 - وعنه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى به وبأمه أو خالته فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا» رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
1765 - وعن ابن عباس قال: «صليت إلى جنب النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائشة معنا تصلي خلفنا، وأنا إلى جنب النبي - صلى الله عليه وسلم - أصلي معه» رواه أحمد والنسائي، ورجال إسناده ثقات.
قوله: «يثوب» أي يرجع الناس إلى الصلاة ويقبلون إليها.

.[3/254] باب ما جاء في فضل الصف الأول والحث عليه وميامن الصفوف

1766 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» رواه الجماعة إلا البخاري.
1767 - وعن العِربَاض بن سارية «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على الصف الأول ثلاثًا وعلى الثاني واحدة» أخرجه النسائي وابن ماجه، وابن خزيمة في "صحيحه"، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، ولم يخرجا للعرباض، وابن حبان في "صحيحه"، وأخرجه أحمد بلفظ: «كان يستغفر للصف المقدم ثلاثًا وللثاني مرة» وهو لابن ماجه والحاكم.
1768 - وعن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله، في النار» أخرجه أبو داود، وسكت عنه المنذري.
1769 - وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو تعلمون، أو يعلمون ما في الصف الأول لكانت قرعة، وفي أخرى: ما كانت إلا قرعة» أخرجه مسلم.
1770 - وعن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف» أخرجه أبو داود وابن ماجه بإسناد، ورجال إسناد إبي داود رجال الصحيح.
1771 - وعن ابن عباس: رفعه «مَنْ عَمَرَ جانب المسجد الأيسر لقلة أهله فله أجران» أخرجه الطبراني في "الكبير" بإسناد فيه مدلس.

.[3/255] باب ما جاء فيمن صلى وحده خلف الصف أو ركع قبل أن يصل صف الجماعة

1772 - عن علي بن شيبان: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يصلي خلف الصف، فوقف حتى انصرف الرجل، فقال له: استقبل صلاتك فلا صلاة لمنفرد خلف الصف» رواه أحمد وابن ماجه، وروى الأثرم عن أحمد أنه قال: هو حديث حسن، وقال ابن سيد الناس: رواته ثقات معرفون.
1773 - ويشهد له حديث طلق عند ابن حبان مرفوعًا: «لا صلاة لمنفرد خلف الصف».
1774 - وعن وابِصَةَ بن مَعْبَد «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد صلاته» رواه الخمسة إلا النسائي، وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان، وأخرجه الدارقطني، وفي راوية لأحمد من حديثه قال: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل صلى خلف الصفوف وحده، فقال: يعيد صلاته» وأخرجه الطبراني بإسناد ضعيف، وزاد: «هلا دخلت معهم أو اجتررت رجلًا» وله شواهد.
1775 - وعن أبي بكرة: «أنه انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: زادك الله حرصًا ولا تعد» رواه أحمد والبخاري والنسائي، وأبو داود، وزاد فيه: «فركع دون الصف ثم مشى إلى الصف».
1776 - وعن ابن عباس قال: «أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني حتى جعلني حذاءه» رواه أحمد.

.[3/256] باب الحث على تسوية الصفوف ورصها وسد خللها ووصلها

1777 - عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة» متفق عليه.
1778 - وعنه قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر، فيقول: تراصوا» متفق عليه، وفي رواية لأبي داود من حديثه: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بيمينه ثم التفت، فيقول: اعتدلوا، سووا صفوفكم، ثم أخذ بيساره وقال مثله»، وفي رواية لأبي داود والنسائي، وصححها ابن حبان: «رصوا صفوفكم وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يتخللكم ويدخل من خلل الصفوف كأنها الحذف»، ولابن خزيمة في "صحيحه" نحو رواية أبي داود.
1779 - وعن النعمان بن بشير قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوفنا كأنما يُسَوى بها القداح حتى رآنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يومًا فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلًا باديًا صدره من الصف فقال: عباد الله لتسوون صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم» رواه الجماعة إلا البخاري فإن له فيه: «لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم» ولأحمد وابن حبان في "صحيحه" وأبي داود في رواية قال: «فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه، وركبته بركبته، ومنكبه بمنكبه».
1780 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سووا صفوفكم وحاذوا بين مناكبكم ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل، فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف يعني أولاد الضأن الصغار» رواه أحمد بإسناد لا بأس به.
1781 - ولأبي داود من حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفًا وصله الله، ومن قطعه قطعه الله».
1782 - وعن جابر بن سمرة قال: «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها، فقلنا يا رسول الله! كيف تصف الملائكة عند ربها؟ فقال: يتمون الصف الأول ويتراصون في الصف» رواه الجماعة إلا البخاري.
1783 - وعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أتموا الصف الأول ثم الذي يليه، فإن كان نقصًا فليكن في الصف المؤخر» رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ورجال إسناده رجال الصحيح إلا محمد بن سليمان الأنباري وهو صدوق.
1784 - وعن أبي سعيد الخدري: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابه تأخرًا فقال لهم: تقدموا فأتموا بي وليأتكم بكم من وراءكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل» رواه مسلم والنسائي وأبو داود وابن ماجه.
1785 - وعن عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أن الله وملائكته يصلون على الذين يصِلُون الصفوف» رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهيما، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
1786 - وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من وصل صفًا وصله الله، ومن قطع صفًا قطعه الله» رواه النسائي وابن خزيمة في "صحيحه" والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
1787 - وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله وملائكته يصلون على الذين يَصِلُون الصفوف، ولا يصل عبد صفًا إلا رفعه الله بها درجة وذرت عليه الملائكة من البر» رواه الطبراني في "الأوسط"، قال المنذري: ولا بأس بإسناده.